لماذا نعيش في هذه الدنيا ؟! - أفكر معكم بصوت عال
الحمد لله الذي علمنا : "يأيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ و اتقوا الله"
و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل :
"لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامه حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه , و عن شبابه فيما أبلاه , و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه , و عن علمه ماذا عمل به " الترمذي
أخي .. أختي .. تأملوا هذين الموقفين :
الأول :
- روى الأصمعي : أنه وجد رجلا من الأعراب يدعو ربه قائلاً : اللهم أمتني ميتة أبي خارجه !
فقال له : يرحمك الله و كيف مات أبو خارجه ؟
قال : أكل حتى امتلأ , و شرب حتى ارتوى , و نام في الشمس , فمات : شبعااان ريااان دفئاان
(ما رأيكم في هذه الأمنيه الجميله؟)
الثاني : روى البيهقي و النسائي : أن رجلا من الأعراب جاءه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عقب غزوة خيبر بنصيبه من الغنيمه و أخبروه أن هذا هو حقه الذي قسمه له رسول الله .. فقال هذا الإعرابي :
ما على هذا اتبعتك , و لكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا -و أشار إلى حلقه- بسهمٍ فأموت فأدخل الجنه ..
و صدق الله فصدقه الله و أستشهد بعدها كما أراد ...
إذاً أخي :
هذان صنفان من الناس أضعهما أمامك .. أحدهما كان كل هدفه في الحياه الرزق الوفير و العيشه الرغده و النوم المريح : فعاش لذلك و مات على ذلك لأنه أراد ذلك .. والصنف الآخر كان من ذوي البصيره النيره و قال لا عيش إلا عيش الآخره فسمى بغايته و أيقظ همته ابتغاء هدف وضعه نصب عينيه هو رضا المولى سبحانه و تعالى : فعاش لهذا الهدف و مات في سبيله فكان له ما أراد ..
الآن تفكر للحظات بهدوء .. و اسأل نفسك : من أي الصنفين أنا ؟ لماذا أعيش هذه الدنيا ؟ هل لآكل و أشرب و أموت فحسب ؟ هل أعيش و أعلم لماذا أعيش ؟ ما هو هدفي في الحياه ؟ ماذا أريد أن أحقق ؟
إخواني و أخواتي :
هل خُلقنا لنأكل و نشرب و نتزوج و ننجب ثم نموت ؟ أم خلقنا لشيءٍ آخر ؟
لماذا خُلِقنا ؟ هناك ثقافه تجيب قائله
" إن الله خلق الكون ثم نسيه و لذلك يتصارع البشر و يقتل بعضهم بعضا "
و أخرى تقول : " إن الكون ما هو إلا لعبه كبيره "
و هناك من يقول " جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت , و سأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت "
وهذه هي فلسفات الحياه بلا غاية
لكن ليس هذا بثقافة الإسلام , ليس هذا بكلام المسلم الواعي الذي وضع له الإسلام الغايه واضحه جليه المتجسده في قوله تعالى :
" و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " الذاريات